وزير أسبق: التاريخ يقول إن اللغة العربية شكلت الحاضن الحقيقي للغات الوطنية في موريتانيا

بواسطة admin1

أكد الوزير السابق صو آدما صمبا أن اللغة العربية شكّلت عبر التاريخ الحاضن الحقيقي للغات الوطنية في موريتانيا وغرب إفريقيا، معتبراً أنها وفّرت لها فضاء الفخر والاعتزاز، ورسخت حضورها ضمن منظومة ثقافية ودينية جامعة، بعكس ما حاولت قوى الاستعمار فرضه من قطيعة لغوية وثقافية.

وقال صمبا، في حديث تناول فيه مكانة اللغة العربية وأدوارها التاريخية والحضارية، إن العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي “روح الإسلام ولسان القرآن”، ووعاء القيم والمعارف، ولغة الأحكام والعبادة، مشدداً على أنها شكّلت لقرون طويلة لغة العلم والتجارة والتفاعل الاجتماعي في غرب إفريقيا، إلى غاية القرن التاسع عشر.

وربط الوزير السابق بين محاولات المستعمر طمس اللغة العربية وإقصائها من الفضاء العام، وبين ما عرفته المنطقة لاحقاً من تشرذم ثقافي وصراعات هوياتية، مؤكداً أن استهداف العربية لم يكن لغوياً فحسب، بل كان مساساً بوحدة المجتمع ومرتكزاته الروحية والتاريخية.

وفي السياق ذاته، استعرض صو آدما صمبا محطات من مسيرته الشخصية في الدفاع عن اللغة العربية، سواء من خلال توليه مناصب حكومية بارزة، من بينها وزارتا العدل والخارجية، أو عبر انخراطه في حملات ومبادرات تهدف إلى ترسيخ حضور العربية في الإدارة والتعليم والحياة العامة، داخل موريتانيا وخارجها.

ودعا صمبا الشباب الموريتاني إلى مواصلة مسيرة التمكين للغة العربية، رغم التحديات التي تواجهها، معتبراً أن خدمة اللغة هي في جوهرها خدمة للأمة، وحفاظ على الهوية، وضمان للتوازن الثقافي بين مختلف مكونات المجتمع.

كما أشار إلى أن الحكومة الموريتانية تولي اهتماماً متزايداً باللغة العربية، انسجاماً مع مقتضيات الدستور، مثمناً المبادرات الرسمية والمجتمعية الرامية إلى تعزيز مكانتها، من بينها تنظيم “شهر اللغة العربية”، الذي قال إنه يشكل فرصة لتفعيل النصوص الدستورية وترجمة الإرادة السياسية إلى سياسات لغوية ملموسة.

وختم الوزير السابق حديثه بالتأكيد على أن مستقبل التعايش والوحدة في موريتانيا يمر عبر احترام اللغات الوطنية، وتمكين اللغة العربية بوصفها الوعاء الجامع، والرافعة الثقافية والحضارية المشتركة بين
جميع الموريتانيين.